في قلب الطموح اللامحدود لدبي، تبرز رؤية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي العهد رئيس المجلس التنفيذي، كبوصلة ترسم ملامح مستقبل يتشكل بتقنية الذكاء الاصطناعي. لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل تحول في هذه الرؤية الطموحة إلى المهندس المعماري للمبادرات والخدمات المستقبلية، ليضع دبي في صدارة المدن الذكية المستدامة.
الذكاء الاصطناعي: قوة دافعة
يعتبر الذكاء الاصطناعي قوة دافعة في مختلف المجالات، بدءًا من الرعاية الصحية إلى النقل، ومن التعليم إلى الأمن. تسعى دبي إلى استخدام هذه التقنية لتحسين جودة الحياة لمواطنيها وزوارها. على سبيل المثال، تم تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي في خدمات الشرطة، مما ساعد في تعزيز الأمن والسلامة.
مشروعات رائدة
تُنفذ دبي مشروعات رائدة تستخدم الذكاء الاصطناعي، مثل تطوير المدن الذكية. تتضمن هذه المشروعات استخدام البيانات الكبيرة والتحليلات المتقدمة لتوفير خدمات أكثر كفاءة وفعالية. كما تم إنشاء مختبرات للابتكار تهدف إلى تعزيز البحث والتطوير في هذا المجال.
التعليم والتدريب
تعتبر دبي أيضًا من الدول التي تركز على التعليم والتدريب في مجال الذكاء الاصطناعي. تم إنشاء برامج تعليمية متخصصة تهدف إلى تأهيل جيل جديد من المتخصصين القادرين على التعامل مع هذه التكنولوجيا المعقدة. من خلال هذه البرامج، تسعى دبي إلى تزويد الشباب بالمهارات اللازمة لمواكبة العصر الرقمي.
الإطار القانوني
في إطار تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي، تم إصدار ميثاق تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي وذلك بتاريخ ١٠ يونيو ٢٠٢٤ والقانون رقم 45 لعام 2021 الخاص بحماية البيانات الشخصية، هذا الميثاق و القانون، يهدفان إلى تنظيم استخدام هذه التقنية وتحقيق التوازن بين الابتكار وحماية حقوق الأفراد. يركز هذا القانون على تعزيز الشفافية والأمان في استخدام البيانات، مما يساهم في بناء الثقة بين المجتمع والتكنولوجيا.
التحديات القانونية والأخلاقية
بصفتي مستشارًا قانونيًا، أرى في هذا التوجه تحولًا جذريًا يستدعي منا وقفة تأمل وتقييم معمق. إن دمج الذكاء الاصطناعي في صميم البنية التحتية للمدينة وخدماتها، يفتح آفاقًا واسعة للكفاءة والابتكار، ولكنه في الوقت نفسه يطرح أسئلة قانونية وأخلاقية وجودية تتطلب إجابات واضحة وحاسمة.
تتعلق هذه التحديات بكيفية ضمان سيادة القانون في عالم تتخذ فيه الآلات قرارات مؤثرة، ومن يتحمل مسؤولية الخطأ أو الضرر الناجم عن نظام ذكي يعتمد على بيانات شخصية تمت معالجتها بشكل غير قانوني. إن أنظمة الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تعتمد على كميات هائلة من البيانات الشخصية، مما يستلزم وضع ضوابط قانونية صارمة لضمان عدم إساءة استخدام هذه البيانات.
مستقبل مشرق
مع استمرار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تصبح دبي مركزًا عالميًا للابتكار والتكنولوجيا. تسعى المدينة إلى استخدام هذه التقنيات لتحسين الحياة اليومية، وزيادة الكفاءة في العمل، وتعزيز التنمية المستدامة.
أخيراً وليس آخراً، إن رؤية سمو الشيخ حمدان ليست مجرد حلم تقني، بل هي دعوة للعمل المشترك بين المبتكرين وصناع السياسات والقانونيين. من خلال الابتكار والتكنولوجيا، تفتح المدينة آفاقًا جديدة من الفرص والتحديات، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في العالم العربي والعالمي. إن دبي، برؤية قيادتها الحكيمة، لا تبني مدينة المستقبل فحسب، بل تصنع نموذجًا عالميًا لكيفية دمج أحدث التقنيات في نسيج حياتنا مع الحفاظ على أسس العدالة والأمان.
في مكتب الصفر ومشاركوه، نؤمن بأن مواكبة هذا التحول تتطلب فهمًا عميقًا ليس فقط للتكنولوجيا، بل أيضًا للقيم والمبادئ التي يقوم عليها مجتمعنا، والإلمام الكامل بأحدث المستجدات القانونية في هذا المجال، مثل قانون حماية البيانات الشخصية وتطبيقاته على أنظمة الذكاء الاصطناعي. نحن على استعداد تام للمساهمة بخبراتنا القانونية في بناء هذا المستقبل الذكي، وضمان أن يكون التطور التكنولوجي في خدمة الإنسان والمجتمع على حد سواء، مع الالتزام الكامل بتطبيق القوانين واللوائح المنظمة لهذا القطاع الحيوي، وخاصة تلك المتعلقة بحماية البيانات والمسؤولية. إن دبي، برؤية قيادتها الحكيمة، لا تبني مدينة المستقبل فحسب، بل تصنع نموذجًا عالميًا لكيفية دمج أحدث التقنيات في نسيج حياتنا مع الحفاظ على أسس العدالة والأمان، وهو ما تؤكده خطواتها التشريعية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وحماية البيانات المصاحبة له.
للمزيد من المعلومات او الاستشارات القانونية يمكنكم التواصل مع مكتب الصَفَر ومُشارِكوه. نحن هنا لمساعدتكم وتقديم المشورة القانونية التي تحتاجون إليها. تواصلوا معنا عبر 0527583267 reception@alsafarpartners.com - www.alsafarpartners.com
Written By:
Mr. Mohammad Ezzelarab - Partner and Head of Litigation at Al Safar and Partners Law Firm.